اعتبر الوزير السابق سجعان قزي أن ما يقوم به وزير العمل الحالي كميل أبو سليمان بموضوع مكافحة العمالة الأجنبيّة غير الشرعية "صحيح، وأقل الايمان أن يطبق وزير لبناني القوانين اللبنانية"، ولفت "أما القول بأنه هو أول من بادر لمكافحة اليد العاملة الأجنبية مجاف للحقيقة، فأنا لا أريد أن أتحدث عمّن أتى قبلي أو بعدي على الوزارة، ولكن يكفي العودة الى الأرشيف ليكتشف المواطن ما قمت به طوال مدّة عملي كوزير بحيث انخفضت نسبة اجازات العمل المعطاة للأجانب خاصة من الفئة الأولى التي تنافس اللبناني بنسبة 57%".
وأشار قزي في حديث لـ"النشرة" الى أن "هناك أمورا لا يمكن لوزارة العمل القيام بها دون مساندة أمنيّة وقضائيّة، لأنها بالنهاية وزارة اداريّة ولا تمتلك القدرة التنفيذيّة الأمنيّة"، وقال: "قمنا بأمور كثيرة في هذا المجال وأنا سعيد بأن يستكمل الوزير أبو سليمان ما بدأته. وأنا أتعجب من الحملة التي قامت على الوزير الحالي وبخاصة في الشارع وكأن الفلسطينيين لم يتعلموا شيئا ممّا حدث معهم في لبنان".
واستهجن قزي أن "تتبارى شخصيّات من المؤسف أن تكون بغالبيتها تنتمي الى الطائفة السنية لتدافع عن الفلسطينيين أكثر من اللبنانيين، وكأننا لا نزال في زمن اتفاق القاهرة وكأنهم يدفعون اليوم لاتفاق قاهرة اجتماعي". وأضاف: "لا يمكن أن يُكمل لبنان والبعض من أبنائه يفضّلون الغرباء على أبناء البلد الآخرين. ولعل أكثر ما أثار سخطي أن يتخلى كل المسؤولين عن الوزير وكأنه كان يقترف خطيئة، علما ان الخطيئة بما يطلبونه منه لجهة عودته عن تنفيذ القانون".
وشدّد قزّي على وجوب الوقوف الى جانب الوزير أبو سليمان والشدّ على يده. وتوجه اليه قائلا: "أكمل ولا تسأل عن أحد. فليستقل غيرك وأنت حافظ على مسؤولياتك ولا تخف من الشارع فنحن أرباب الشارع".
ورأى قزي أن "الموضوع الفلسطيني ليس موضوع توظيف انما هو بالحقيقية موضوع توزيع، بمعنى أنه يجب على الفلسطينيين أن يبحثوا عن عنوان جديد غير البقاء في لبنان الى الابد، خاصة بعدما تمّ اسقاط قانون العودة، وهو ما أُعلن عنه بتصاريح رسمية في مؤتمر جنيف في العام 1992 وفي اتفاق اوسلو الذي قضى بحلّ الدولتين، كما ما ابلغه الرئيس الفلسطيني للمسؤولين اللبنانيين لجهة رفض المجتمع الدولي عودة الفلسطينيين المنتشرين في الشتات". واردف قزّي، "لبنان لا يستطيع أن يتحمل هزائم الحروب العربيّة وفشل الحلول السلميّة. ولا نجد حلا للوجود الفلسطيني في لبنان خارج اطار مشروع الجبهة اللبنانيّة السابق، الذي يقول باعادة انتشارهم على الدول القادرة أن تؤمن لهم حياة كريمة، لأنّ لبنان غير قادر على تأمين هذه الحياة حتى لأبنائه الذين بات مليون و280 ألفا منهم يرزحون تحت خط الفقر".
واعتبر قزي أن "الفلسطينيين يدفعون ثمن فشل جزء من قياداتهم وتواطؤ الجزء الآخر، وليست مسؤوليّة لبنان أن يتحمّل هذه الأخطاء". وحثّ القيادات اللبنانية "ليكون لديها الجرأة لمصارحة الفلسطينيين والعالم بهذه الحقيقة وبأن لبنان ليس صليبا أحمر او هلالا أحمر".